وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
ملخص الخطبة
1- بعض الأمور التي كانت علامات على اقتراب أجل النبي ,وفاة الرسول . 2- بداية مرض رسل الله ,وفاة الرسول الذي كان فيه موته. 3- ما حصل قبل وفاة رسول الله بخمسة أيام. 4- حال الصحابة بعد وفاة رسول الله واتفاقهم على بيعة أبي بكر الصديق.
الخطبة الأولى
عن أبي سعيد الخدري ,وفاة الرسول قال: خطب النبي ,وفاة الرسول فقال: ((إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله))، فبكى أبو بكر، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله ,وفاة الرسول هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، قال: ((يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)).
كانت هذه الخطبة قبل أن يموت النبي ,وفاة الرسول بخمس، وهذا يدفعنا إلى محاولة الوقوف على حقيقة هذه الأيام الأخيرة من حياته ,وفاة الرسول ، فنقول وبالله التوفيق: خرج رسول الله ,وفاة الرسول في السنة العاشرة من الهجرة للحج، وفي هذه الحجة استشعرت النفوس قرب أجله ,وفاة الرسول ، وذلك لما نزل عليه فيها من القرآن الكريم، فقد نزل عليه ,وفاة الرسول بعرفة قول الله تعالى: ,وفاة الرسول اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ,وفاة الرسول [المائدة:3].
فلما تلاها ,وفاة الرسول على أصحابه بكى عمر ,وفاة الرسول ، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان.
وقد أشار ,وفاة الرسول إلى هذا الذي فهمه عمر فقال وقد وقف عند جمرة العقبة: ((خذوا عني مناسككم فلعلي لا أحج بعد حجتي هذه)). وفي أوسط أيام التشريق نزلت عليه ,وفاة الرسول سورة النصر، فنعى نفسه إلى فاطمة ابنته: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت النصر دعا النبي ,وفاة الرسول فاطمة فقال: ((نعيت إلى نفسي))، فبكت.
فقال: ((لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقاً بي)) فضحكت، فرآها بعض أزواج النبي ,وفاة الرسول فقلن: يا فاطمة! رأيناك بكيت ثم ضحكت؟ قالت: إنه أخبرني أنه نعيت إليه نفسه فبكيت، فقال لي: لا تبكي فإنك أول أهلي لحاقاً بي فضحكت.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم، فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم، وما رأيت أنه أدخلني معهم إلا ليريهم. فقال: ما تقولون في قوله تعالى: ,وفاة الرسول إذا جاء نصر الله والفتح ,وفاة الرسول – السورة – فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله ,وفاة الرسول أعلم به؟ قال: ,وفاة الرسول إذا جاء نصر الله والفتح ,وفاة الرسول ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ,وفاة الرسول وذلك علامة أجلك ,وفاة الرسول فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ,وفاة الرسول .
فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول، وهكذا استشعرت النفوس قرب أجله ,وفاة الرسول في حجة الوداع، ثم رجع ,وفاة الرسول إلى المدينة في ذي الحجة فأقام بها بقيته والمحرم وصفرا، وبعث بعثا إلى الشام وأمر عليهم أسامة بن زيد ,وفاة الرسول .
فبينا الناس على ذلك ابتدى ,وفاة الرسول بشكواه التي قبض فيها، لما أراده الله له من رحمته وكرامته في بضع ليال بقين من صفر، أو أول شهر ربيع الأول.
وكان أول ما ابتدى به ,وفاة الرسول صداع شديد يجده في رأسه، كما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((رجع رسول الله ,وفاة الرسول ذات يوم من جنازة من البقيع وأنا أجد صداعا، وأنا أقول: وارأساه!! فقال ,وفاة الرسول : بل أنا يا عائشة وارأساه. ثم قال: وما ضرّك لو مت قبلي فغسلتك وكفنتك وصلّيت عليك ودفنتك! قلت: لكأني بك والله لو فعلت ذلك فرجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك! فتبسم ,وفاة الرسول ، ثم بدئ في وجعه الذي مات فيه.
وكان ,وفاة الرسول يدور على نسائه، كلما أتى واحدة قال: أين أنا غدا؟ - يريد عائشة – حتى اشتد عليه وجعه، وغلبه على نفسه وهو في بيت ميمونة. فبينما هو كذلك لدّوه، فجعل يشير إليهم أن لا تلدّوني. فقالوا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدّوني؟ قالوا: قلنا كراهية المريض للدواء. فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لدّ، إلا عمي العباس فإنه لم يشهدكم.
ثم استأذن ,وفاة الرسول نساءه أن يمرّض في بيت عائشة فأذنّ له. فخرج بين رجلين من أهل بيته حتى دخل بيت عائشة.
وكان ,وفاة الرسول يقول: ((يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم)).